تُعدُّ منزلةُ «حُسن الخلق» العظيمةُ من المسلَّمات، سواءٌ في حكم الشريعة، أو في اتِّفاق العقلاء من الناس الذين يُدركون أن توسُّط محمودٌ بين تناقض مذمومٍ بين الطباع البشرية.
لقد تكلّم ابنُ أيوبَ في هذا الكتاب فيما فيه صلاحُ المَعاش والمَعاد، والسياسةُ العامّة والخاصة؛ سواءٌ في صعيدٍ حياة الفرد وعلاقتِه بغيرِه، أو في صعيد علاقة صاحبِ السلطان برعيّتِه، وذي المسؤولية بمَحكوميه، مُورداً في أثناء فصوله زُمرةً مباركةً من أقوالٍ مُنتقاةٍ للنبي ﷺ، وجملةً من بعض الحِكَم المنثورة.