من المعروف أن مسائل المذهب الحنفي على ثلاث مراتب:
الأولى: مسائل الأصول: وهي المروية عن أئمة المذهب: أبو حنيفة، والقاضي أبو يوسف، ومحمد بن الحسن الشيباني، ويسمى هؤلاء بالمتقدمين.
الثانية: مسائل النوادر: وهي المروية عن أئمة المذهب المذكورين في كتب الأمالي، والسماعات.
الثالثة: الفتاوى والواقعات: وهي مسائل استنبطها المجتهدون المتأخرون لـمَّـا سئلوا عنها والتي منها كتابنا هذا.
فيُعدُّ كتاب «زاد الفقير» للعلامة ابن الهُمَام رحمه الله تعالى، المتوفى سنة (861هـ) من المختصرات الفقهية ذات الأسلوب التعليمي المُبسَّط، وهذا ما يتناسب مع سبب تأليفه، فقد ذَكر ابن الهُمام رحمه الله تعالى السبب الباعث له على تأليفه في المقدمة قائلًا: "سَألني بعض أصدقائي الفقراء مِن طلبة العلم وأنا على جَناح سفرٍ أن أَكتب له مقدمةً قَدر كُرَّاسٍ في الصلاة وشروطها، سَهلة الانقياد، واضحة المُراد؛ ليَستفيد منها كل مُرتادٍ، فأَجبته إلى بُغيته".
فهو مع وجازته قد حوى أغلب مسائل الطهارة، والكثير من مسائل الصلاة، والتي دعمها ابن الهُمَام رحمه الله تعالى بعزوه إلى أئمة المذهب المتقدمين، وكذلك إلى كتبهم على استحضارها في ذهنه، والتي تبين مدى تمكنه وحفظه لأقوال أهل مذهبه.