كتابٌ جليلٌ في جُمّاع نواحيه، جمعَ ما هو فرضُ عينٍ على كلِّ مُكلَّفٍ في العبادات، وما يترتب عليه في المعاملات، انتهاءً بالسُّلوك وآداب أهل الطريقة، رافق فيه المُكلَّف في جميع درجاتِ طريقه إلى الله، هذا إذا نظرنا إلى أسلوب تبويبه.
أمّا إذا نظرنا إلى تفقيره؛ فقد بدأ كلَّ فقرةٍ برمزٍ إلى الكتاب الَّذي نقلَ عنه مادَّته العلميَّةَ أكثر من 120 مصنَّفًا بأسلوبٍ ترميزيٍّ دقيقٍ، وكان من هذه الكتب كتبٌ عزَّ الوصولُ إليها في زماننا فصار هو المرجعُ المرجوُّ في مطالعة نصوصها.
أمّا مضمونُه؛ فقد جاء مفصَّلًا متضمِّنًا مسائلَ لم تَتَطرَّق لها كُبرى كتبُ الفقه الحنفيِّ، ومسائلَ دقيقةَ المسلك بعيدةَ المرمى جاءت بلغةٍ وسطًا بين السُّهولة والتَّعقيد.
مخدومًا بتعليقاتٍ نفيسةٍ للدكتور محمد أيمن الجمّال تُتِمُّ ناقصِه، وتوضح مستغلقَه، وتعليل إن احتاج التعليل، وقدَّم له بمقدِّمة علميَّة تأديبيَّة لطلبةِ العلم في باب الاختلاف في المذاهب، كما جاء مخدومًا شكلًا وإخراجًا مقابلًا على ثلاثِ نُسَخٍ خَطيَّة نفيسة.