الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فهذا هذا مؤلَّفٌ لطيف، ومجموعٌ ظريف، أودع فيه الملك العالم أبو الفداء كنوزاً من أحاسن المحاسن في الأخلاق والحكمة والسياسة والزهد، مُنتَقِياً العبارةَ اللطيفة المختصرة؛ ليلائم جميعَ الأذواق، وينتفع به أهل الدنيا والآخرة، والعامة والخاصة.
هذا؛ وإنَّ أحدَنا لَيُحبُّ أن يكتب أحسن ما يسمع، ويحفظ أحسن ما يكتب، مختاراً أجمل العبارات، وألطف الإشارات، فكيف إذا كان الذي ينتقي ويقتبس ويرتِّب ويهذِّب عالمٌ سلطانٌ فَذٌّ؟!
ومن هنا سُمِّي هذا الكتاب: (الكناش)؛ ومعناه: الدفتر الذي تُجمع فيه الفوائد والشوارد والفرائد؛ لترجع على صاحبها بالعطايا والعوائد. والحمد لله رب العالمين.